مناجاة ميت
حين يصحو القلبُ
تأتي الدموع نشوى ،
تسأل ما الخبر ؟
هل إستيقظت أخيرا
أم أنك ما زلتَ تدلِّل روحك ،
نفس الروح بماء عكِرْ ؟
لا أريدك بعد اليوم
تصحو غريباً
فمن يملك زاداً
لا يهمه طول السفرْ
دعك من تلك الروح ،
فلستَ كمن أنشأ
دولة على أفقِ حجرْ
الماء كثير ...
والعشق كثيرٌ
وقلبك لا يتسع لأكثر من
قدم امرأة
تأتيك والليل يودع نجمات الصبح
يودع حتى القمرْ
ويترك فيك رحيقاً
كزهرة ملَّت قطرات الندى
تميل على أطراف شعرك
تغازل فيك كلَّ رجولتك
.. كل جمالك
وتستجديك نحلةً
تعبق من رحيقها
شيئاً كالمطرْ
إستيقظ ثانية
ولا تنم
اجعل من عيونك واحةً للحياة
أو صحراء خالية
فيها الظل انكسرْ
لست أدري ما الخبر !
أناجيك .. وعيونك
السود غامضة
أقرأ الفاتحة على روحك ،
كل روحك ، يا أغلى البشرْ
فما تحت التراب أغلى
ولا شيء يساويه ،
ولست أكابر إذا الدمع انهمرْ
فأنتَ جزءاً من حياتي
وأنتَ من أحبَّه القلب
وعليه انفطرْ
لك كل سلامي
ولكل حبة تراب
تلامس الجسد النحيل
ولكل من بكى وتأثرْ
حتى الورود ، والأكاليل
.. حتى الشجرْ
أناجيك أن تستريح روحك
في دنيا رحيلك ،
.. في غربتك
.. في نومكَ
في عتمة القبرْ .